Neuroplasticity المرونة العصبية


Neuroplasticity المرونة العصبية

: ..حدود العقل 

 هل فعلا الانسان بيتولد ذكي؟ هل عقل الانسان ممكن يتطور و لا بيفضل زي ما هو من ساعة اما بيتولد؟ طب هل التجارب اللي بيتعرضلها الانسان هي اللي بتشكل شخصيته و بتغير من عقله؟
اسئلة حيرت علماء و دكاترة كتير لفترة طويلة من الزمن و بكل بساطة هي حيرتهم عشان مفيش شيء ملموس يقدروا يحكموا على اساسه و لعقود من الزمن كان بالنسبة للناس العقل ده مجرد عضو غير قابل على التجدد وان خلايا المخ ديه موجودة بقدر معين وانها بتبدأ تموت كل اما بنكبر في السن.
بس يا ترى هل ده فعلا حقيقة؟ هل عقل الانسان محدود؟ هل عقل الانسان مرتبط بوقت معين و بعد كده بيموت؟

:آلية عمل الدماغ

الإجابة لكل الاسئلة دي هي لا. عقل الانسان مش محدود و اكبر دليل على كده قدرتك انك تقدر تستقبل معلومات و مهارات جديدة و تبقى قادر على استخدامهم كانهم بديهيات انت عارفها من زمان.

من ساعة اما الانسان اتولد و هو بيتعلم حاجات و بالتالي كل حركة كل فكرة كل عاطفة بتتخزن في المخ على هيئة مسارات لا حصر لها و بكل فكرة جديدة بيبدا العقل انه يكون مسار او طريق جديد يسجل فيها الفكرة ديه. وكل اما نكرر نفس الفكرة او نفس النشاط ده كل اما المسار بتاعها بيكبر و يكون اسهل استرجاعها و كل اما بنبطل نعمل نشاط معين المسار بتاعها بيبدا يصغر لحد اما يقرب يختفي.  

مخ الإنسان او " الدماغ" و النخاع الشوكي بيكونو الجهاز العصبي المركزي اللي بيكون بدوره ملايين من الألياف العصبية االلي بتبعت و تستقبل رسايل من وإلى المخ بحيث إن المخ بيستقبل الرسايل من الأعضاء الحسية و يترجمه وبعدين يعالجها و يبعتها على هيئة أوامر للاعضاء الحركية برد فعل معين

كان شائعا قبل كدة إن الألياف العصبية مبتتجددش فهيا خلايا غير متجددة علشان الدماغ منظومة معقدة فيه الياف عصبية متشابكة عندها القدرة انها تتصل وتتشابك و تكون هيكل الدماغ المعقد في تركيبه عن اي جهاز آلي او كمبيوتر و التشابك ده هو اللي بيتحكم في كل تصرفاتنا و مشاعر

بس السؤال هنا هو المخ بيكون عنده المقدرة انه يتحكم في التشابكات دي ويعيد هيكلتها علشان يتناسب مع ظروف و خبرات حياتية جديدة ولا لا ؟

يعني ايه Neuroplasticity ؟

يعني قدرة المخ على التأقلم..
البيئة حوالينا بتتغير كل شوية ومعاها بيتم إعادة ترتيب خلايا المخ كاستجابة للتغيرات دي والتغير اللي بيحصل في المخ ده هو اللي بيخلينا نقدر نتكيف مع الظروف اللي حوالينا وناخد خبرات جديدة..يعني بيحصل إعادة توظيف لخلايا مخنا وتغيرات في الوصلات العصبية
ممكن نكون سمعنا قبل كدة ان خلايا المخ عكس كل الخلايا إن كل اما نستعملها يزيد نشاطها الكلام ده صحيح.. طب ازاي بيحصل؟
كلنا عارفين ان كل اما نكبر في السن المخ بيضعف وخلاياه بتضعف وتموت
لكن لما نتعلم حاجة جديدة ده بيسمح باتصال أعصاب جديدة وتخليق وصلات عصبية جديدة..بس مش كل حاجة بتعلمها بتعمل كدةيعني مثلا الحقائق العلمية مش شرط تعمل كدة لكن التعلم على آلة موسيقية أو تعلم لغة جديدة بالتأكيد بيعمل كدة وده سبب الاعتقاد الشائع أن تعلم لغة جديدة بيرفع مستوى الذكاء…


: Neuroplasticity تطور ال
الكلمة أو المصطلح Neuroplasticity معناها المرونة العصبية و هيا مكونة من مقطعين Neuro  يعني عصبي او جاية من ال Nervous system و الكلمة التانية Plasticity أصلها يوناني و اللي معناها قابل للتشكيل و ده مصطلح ظهر لأول مرة في سنة 1906 استخدمه طبيب نفسي ايطالي اسمه Ernesto Lugaro

و المصطلح ده أطلقه على قدرة الدماغ انه يتكيف مع الوقت و يتعود على العادات و الأنشطة اللي بنقوم بيها باستمرار على مدار حياتنا
اي حاجة بيعملها الدماغ عشان يتأقلم أو يتعلم او يتعافى حتى فدي بقت جزء من المصطلح أو التعريف ده 
بس برغم أن المصطلح ظهر في السنة دي الا انه كظاهرة هيا موجودة من زمان جدا لدرجة انها اتوضحت و اتعمل عليها تجربة من أشهر التجارب في علم النفس اللي أجراها العالم Ivan Pavlov  سنة 1904 اللي وصل فيها العالم انه خلى دماغ الكلب بتاعه تفرز لعاب كل مرة يرن فيها الجرس
من خلال انه لاحظ ان لعاب الكلب بيسيل في بداية وجبته فبدأ Ivan يرن الجرس كل مرة قبل ما يقدم الأكل للكلب فارتبط في مخ الكلب و اتعود انه بمجرد ما يرن الجرس فده معناه ان الأكل هيتقدم فيسيل لعابه و بدأ يستغل Ivan الربط ده في انه يرن الجرس علشان يسيل لعاب الكلب في إثبات منه لخاصية المرونة العصبية 
و استخدم المصطلح ده في سنة 1948 عالم الأعصاب البولندي جيرزي كورونسكي علشان يوصف التغيرات اللي كان بيلاحظها في الألياف العصبية 
لسنوات كتيرة فضل موجود الاعتقاد بأن الدماغ عضو غير متجدد و إن خلايا الدماغ العصبية بتتخلق بأعداد محددة و بيتم استهلاكها وموتها ببطء كل ما اتقدمنا في السن بس مع استكمال الأبحاث في المجال ده لقينا انه عكس الإعتقاد السائد ده كان في حاجة بتحصل اسمها "Neurogenesis " او تكوين خلايا عصبية جديدة

الفرق بين " المرونة العصبية neuroplasticity  " و " تكوين خلايا عصبية جديدة :neurogenesis "
على الرغم من ترابطهما وظيفيا أو فسيولوجيا لكنهما مفهومان مختلفان تماما.... المرونة العصبية  هي قدرة الدماغ على تشكيل اتصالات وتشابكات عصبية جديدة بين خلايا عصبية هي بالفعل موجودة مسبقا استجابة لتغيرات او التعرض لخبرات او تعلم مهارات جديدة ؛ 
اما تكوين خلايا عصبية جديدة  هو قدرة الدماغ على خلق ونمو خلايا عصبية بعد حدوث تضرر او اصابة لجزء من الدماغ اللي نعرفه حاليا هو أن في نوعين رئيسيين من المرونة العصبية:
 المرونة العصبية البنائية ، التي تتغير فيها قوة الروابط او التشابك بين الخلايا العصبية (أو المشابك العصبية).
المرونة العصبية الوظيفية اللي بتصف التغيرات الدايمة في التشابك او الاتصالات العصبية نتيجة التعلم والنمو

Neuroplasticity بتعني قدرة العقل على التكيف مع التغيرات اللي بتحصله و بالتالي كل اما عقلك يحس ان في حاجة ناقصاه بيبدا يغير من نفسه عشان يعوض ده. و بالتالي بيمنع احتمالية موت الخلايا العصبية الموجودة فيه. يعني مثلا ساعات لو حد حصلتله حادثة و على اثرها فقد السمع بيبدا عقله يهياله انه بيسمع صوت صفير عالي. او لو حد فقد طرف من اطرافه عقله بيفضل فتره حاسس انه لسه موجود لحد ما عقله يبدا يعتاد انه خلاص الطرف ده مش هايرجع و يبدا يتكيف مع عدم استخدامه و مع استبداله باي اسلوب ممكن عشان يعوض النقص ده.

مؤخرا تم استحداث مصطلح جديد “Neurogenesis” و هو بيعني قدرة العقل على خلق خلايا عصبية جديدة تماما و ده بيدينا احتمالات لا حصر لها. يعني بكل بساطة بدل اما العقل يحاول يتكيف مع التغيرات الجديدة بانه يفتح مسار جديد لسيلان الافطار هو بيكون خلايا جديدة تماما مختلفة عن اللي قبلها و بيتخلص من اللي ملهاش لازمة. 

طبعا ده بيخلينا نفكر انه ممكن نعالج الخرف و اي ضرر بيحصل في المخ بطرق عمرنا ما فكرنا فيها قبل كده!

و لو في حاجة مهمة لازم نتعلمها من كل ده هو ان الحدود الوحيدة اللي بتمنعك من فعل الشىء او تعلمه هي الحدود اللي بتحطها لنفسك لان مفيش حاجة اسمها (غبي و ذكي) في حاجة اسمها ان عقلك عنده قوى لا محدودة. انت اللي تقدر تحدد ازاي تستغلها وفي ايه تستغلها.


Phantom limb syndrome and neuroplasticity: 



أو فيما يعرف بمتلازمة الاطراف الوهمية Phantom limb syndrome وهي القدرة على الاحساس  والشعور بالألم في الأطراف اللي تم بترها ولم تعد موجودة. وبالرغم من إن الأعراض المؤلمة لمتلازمة الاطراف الوهمية بتنحل من تلقاء نفسها في بعض المرضى، فممكن مرضى تانيين يعانوا من الآم مزمنه 


في التسعينات الباحثون توصلوا  الى ان المرونة العصبية بتفسر الأعراض المؤلمة اللي حصلت بالتزامن مع ظاهرة الاطراف الوهمية وده علشان في خريطة فراغية مفصلة لجسم الإنسان بحدوده و ابعاده مرسومة بدقه في التاشبك العصبي للألياف العصبية بقشرة المخ.

العلاقة بين ظاهرة الأطراف الوهمية واللدونة العصبية معقدة نوعاً ما. ففي تسعينات القرن الماضي طرح العالم راماشاندران نظرية بتقول أن ظاهرة الأطراف الوهمية سببها إعادة ترتيب الخريطة القشرية. لكن في عام 1995 أوضحت هيرتا فلور وزملاؤها أن إعادة الترتيب دي حصلت بس في المرضى اللي بيعانوا من الم وهمي لطرفهم المبتور. حيث ان الأبحاث وضحت أن الألم الوهمي (بالأحرى الأحاسيس الرجعية referred sensations) هو الترابط الإدراكي لعملية إعادة التنظيم القشرية في الدماغ. و ده بردو ممكن يكون نتيجة سوء تأقلم اللدونة العصبية.

في عام 2009 لومير مسيلي وبيتر بروجر عملوا تجربة مذهلة حيث انهم شجعوا الأشخاص اللي ايديهم مبتورة تستخدم التخيلات الإبصارية علشان يعملوا حركات مستحيلة باطرافهم الوهيمة. ونجح أربعة من سبعة أشخاص انهم يخلوا الطرف الوهمي يؤدي الحركات المستحيلة دي. التجربة دي خلت الأشخاص دول يعدلوا التمثيل العصبي لأطرافهم الوهمية ويولد الأوامر الحركية المطلوبة  إلى قيام هؤلاء الأشخاص بتعديل التمثيل العصبي لأطرافهم الوهمية وتوليد الأوامر الحركية المطلوبة لتنفيذ الحركات المستحيلة في غياب رد الفعل من الجسم. و كان رأي العلماء : "في الحقيقة, توسع هذه النتائج فهمنا للدونة العصبية لأنها دليل على إمكانية تحفيز تغيرات عميقة في التمثيل العقلي للجسم بآليات دماغية محضة – فالدماغ يجري التغيير بنفسه حقاً " .

الجدير بالذكر أن ظاهرة الأطراف الوهمية مش خاصة بالأطراف بس و بل ممكن تحصل لأي عضو اتبتر  ، ممكن يحصل للي فقدوا عينهم بالاستئصال او الرحم او الزايدة الدودية او حتى الأسنان بيحس بالوجع في الأجزاء دي فعلا حتى لو مش موجودة ، حتى انه وجد بعش النساء من اللي استئصلوا الرحم استمروا في انهم يحسوا بالام الدورة رغم انقطاعها عنهم فعليا.
واحدة من طرق علاج الاعراض هي  The mirror box و دي استخدمها عدد قليل من اللي اتصابوا بالمتلازمة في منتصف التسعينات لغاية ما بقى علاج فعال بمرور الوقت بس ممكن ميكونش فعال مع بعض المصابين و التجربة عبارة عن صندوق بفتحتين بينهم مرآة في المركز واحدة بيدخل المريض فيها طرف سليم و التانية بيدخل الطرف الوهمي او المبتور و لما يبص المريض على انعكاس الطرف السليم في المرآة  الدماغ وقتها بيبدأ يترجم انه ده الطرف الوهمي و مع تحريك الطرف السليم الدماغ بيبدأ يتعود كإنه بيحرك الطرف الوهمي و بالتالي بيخفف من الآلام المصاحبة للمتلازمة دي. 
كل خلية عصبية في دماغنا بتقدر تكون اكتر من 10000 تشابك عصبي و اللي معناه عدد لا نهائي من التفاعلات المعقة و شبكات الخلايا اللي بتخلينا نتعلم اكتر من حاجة.
اي حاجة بنعرفها او نتعلمها بتلزق في دماغنا لما نبطل نعمل الحاجة دي او نبعد عنها التشابك العصبي اللي متكون عنها في دماغنا بيبدأ يضعف و ممكن ينتهي تماما علشان يتكون تشابك عصبي لحاجة جديدة.
الشئ المدهش في دماغنا انه فعلا لما بيحصل جرح في منطقة الدماغ بيحاول ينقل المعلومات لجزء تاني سليم من الدماغ
علشان كدة الأبحاث اثبتت اننا ممكن نحسن اي مهارة او خبرة خدناها او اي حاجة تانية عن طريق ممارستها بس و اننا نسيب دماغنا يتعود عليها مش بس اجسامنا و بكدة نقدر نسيطر و نتعلم اي حاجة.
"My good fortune is not that I have recovered from mental illness.My good fortune lies in having found my live"  
                                                                           -Elyn R.Saks    


تظهر الإعلانات هنا

تعليقات

نموذج الاتصال

إرسال